يحلّ شهر رمضان المبارك هذا العام في ظلّ ظروف أليمة تواجه شعبنا الفلسطينيّ، وحالةٍ غير مسبوقة من قتلٍ، وتهجيرٍ، وتجويعٍ، وهدمٍ لمقوّمات الحياة الأساسيّة والإنسانيّة كافّة في قطاع غزّة، بالتوازي مع حرب شعثاء في الضفّة الغربيّة وتقطيع للأوصال، وحملةٍ اعتقالاتٍ واسعة.
هنا يبرز دور المؤسّسات الفلسطينيّة، وعلى رأسها التعليميّة، التي تشكّل واحدةً من أهمّ مقوّمات الصمود في مواجهة الاحتلال، وعليه، تتضاعف أهميّة حملة "عِلمٌ يُنتفعُ بِه"، وهي حملة سنويّة تطلقها جامعة بيرزيت في شهر رمضان المبارك، للتبرّع بأموال الزكاة والصدقات لصالح لتوفير منح دراسيّة لطلبة الجامعة من الأيتام، وغير المقتدرين، والفقراء، وذوي الاحتياجات الخاصّة، ومحدودي الدخل، ومُخيّمات اللجوء.
وفي ظلّ اشتداد الصعوبات الماليّة التي يواجهها طلبتنا، ومع تضاعف معاناتهم ومعاناة ذويهم في تأمين نفقات تعليمهم نتيجة الظروف المعيشيّة الخانقة جرّاء عدوان الاحتلال المستمرّ، وتعطيله للحياة الاقتصاديّة لمئات الآلاف من أبناء شعبنا، فإنّنا نسعى في حملة "علمٌ ينتفعُ بِه" إلى توفير منح دراسيّة لـ 400 طالب وطالبة من طلبتنا الأكثر احتياجاً، والذين سيشكّل دعمكم لهم ضماناً رئيسيّاً في استمرار حياتهم الأكاديميّة والعمليّة، ويُمكّنهم من الحصول على شهادة جامعيّة تؤهّلهم ليكونوا سنداً لعائلاتهم ووطنهم.
ساهموا في دعم الطلبة غير المقتدرين في شهر رمضان المبارك
برنامج الزكاة في جامعة بيرزيت
يُعدّ التبرّع بالرسوم الدراسيّة للطلبة الأيتام وغير المقتدرين واحداً من أوجه الزكاة الشرعيّة والرسميّة الصادرة في فلسطين وبلدان شقيقة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَاريَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
بدأ العمل ببرنامج الزكاة في جامعة بيرزيت منذ العام 2014 لدعم التعليم من أموال الزكاة الإسلاميّة، والهبات، والتبرّعات. ويُشجّع البرنامج أهل الخير على إخراج زكاتهم في شهر رمضان المبارك لكفالة طالب يتيم، أو غير مقتدر، بطريقة تتوافق مع الضوابط الشرعيّة، وتُصرف لهم كمنح دراسيّة أو معيشيّة.